مصر تكشف عن انخفاض كبير في تحويلات المواطنين من الخارج
كشف وزير المالية المصري محمد معيط ، عن تراجع كبير في تحويلات المصريين خلال النصف المالي من العام الجاري.
وأشار معيط إلى أن قيمة تحويلات المصريين خلال النصف الأول من العام المالي تراجعت إلى مستوى قياسي بلغ 12 مليار دولار ، ومن المتوقع أن تصل إلى 24 مليار دولار بنهاية العام المالي الحالي ، مقابل 32 مليار دولار خلال العام المالي الماضي.
يحاول البرلمان المصري الضغط على الحكومة بسبب تراجع التحويلات المالية من المصريين في الخارج ، الأمر الذي أثار مخاوف حيث تعتبر التحويلات من أهم مصادر النقد الأجنبي في البلاد وزيادة الدخل بالدولار المصري. البنوك ، وسقوطها يزيد من أزمة البلاد.
طرح الدكتور أيمن محسب عضو مجلس النواب سؤالا برلمانيا على وزراء المالية والهجرة والخارجية المصرية حول أسباب تراجع تحويلات المصريين بالخارج خلال النصف الأول من العام المالي الحالي بنسبة 23٪. وبما أن قيمة الحوالات بلغت 12 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام ، فإن المبلغ المالي السابق بلغ 15.6 مليار دولار ، متسائلاً أسباب هذا الخريف.
وشدد محسب على ضرورة تعامل الحكومة مع هذه الأرقام بجدية بالغة ودراسة أسبابها من كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لافتا إلى ضرورة معرفة الأسباب كبداية للحل في ظل وجود تجارة العملات. مافيا تقوم بجمع الحوالات بالخارج وصرفها لعائلات المصريين بالخارج في مصر بسعر أعلى من السعر المصرفي الرسمي في البنوك ، مما يهدد مصدرًا رئيسيًا للنقد الأجنبي في مصر.
وأضاف محاسب متسائلا: ما هي خطة الحكومة للتعامل مع هذا التراجع وما هي الحوافز التي يمكن تقديمها للمصريين في الخارج لتشجيعهم على إرسال أموالهم عبر القنوات الرسمية لدعم الاقتصاد المحلي ، ولماذا لا تستثنى تحويلات المصريين بالخارج من أي ضرائب أو رسوم على التحويلات.
وأضاف النائب أيمن محسب في المذكرة التفسيرية: لا يختلف شخصان في أهمية الدور الذي يلعبه المصريون العاملون بالخارج في الاقتصاد القومي ، حيث أن تحويلات المصريين بالخارج لها أهمية كبيرة كأحد مصادر النقد الأجنبي لمصر في مصر. في ظل الظروف الاقتصادية العالمية ومعاناة مصر من نقص في النقد الأجنبي ، لعب المصريون في الخارج في السنوات الأخيرة دورًا مهمًا في دعم وتعزيز قدرة الاقتصاد المصري ، حيث بلغت قيمة التحويلات 39.9 مليار دولار.
وشدد محسب على ضرورة أن تدرك الحكومة أهمية هذا الملف والعمل الفوري لحل هذه المشكلة من خلال الاتصال بالمغتربين المصريين بالخارج من خلال وزارة الهجرة لتوضيح حقيقة الوضع الاقتصادي في مصر وطمأنتهم ووضع حد لمخاوفهم. ومن ثم بناء جسر ثقة بينهم وبين المصريين بالخارج ، إدراكًا لأهمية هذه التحويلات في دعم الاقتصاد المصري ، وأن التعامل مع مافيا العملة الصعبة هو عمل خطير للغاية على الاقتصاد المصري.
وشدد محسب على أهمية عرض هذا الملف ضمن قضايا المحور الاقتصادي للحوار ، للوقوف على أسباب هذا الانحدار والبحث عن حلول واقعية لمواجهة الأزمة والخروج منها.