كرم جبر لروت: يعاد تشكيل عالم جديد لكن صورته النهائية غير واضحة
أشاد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر ، كرم جبر ، بالمبادرة السعودية والدور الفعال الذي لعبته في إطار محادثات جدة الهادفة إلى التهدئة في الخرطوم ووقف نزيف دماء السودانيين.
وأضاف جبر في مقابلة مع البلد: “مصر ترحب وتشيد بالمبادرة السعودية التي قطعت شوطا طويلا نحو تهدئة ووقف دماء الشعب السوداني”.
وتابع: “مصر تأمل في أن تساعد القمة العربية ورئاسة السعودية للقمة العربية لهذا العام على تهدئة الأوضاع في السودان ، بالنظر إلى الارتباط الوثيق بين الأمن القومي المصري ومستوى الأمن في السودان”.
وأكد أن استقرار الأوضاع في السودان يؤثر بشكل أساسي على الأمن المصري ، وأن أي دور عربي في تهدئة الأوضاع في الخرطوم ، بما في ذلك دور القمة العربية ، سيكون في مصلحة مصر والوضع داخل مصر.
ورحب جبر بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية ، منوهاً بـ “ظهور عوامل كثيرة تدعو إلى التفاؤل ، فبعد 12 عاماً من القطيعة عادت سوريا إلى مقعدها بين الدول العربية .. جديدة وأكثر جدية وواقعية”.
ولمح إلى أن عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية خطوة إيجابية ومشجعة بعد سنوات من الرفض العربي والغربي لهذه الفكرة ، مؤكدًا أن هذه الخطوة والخطوات اللاحقة ستكون في مصلحة العمل العربي معًا ، و يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الوضع في ليبيا ومساعدة المجتمع العربي على إيجاد حل للأزمة الليبية بعيدًا عن التدخل الأجنبي.
وأكد أن الأزمات العربية متشابكة وكذلك الحلول لها ، منوهاً ببروز بوادر الهدوء في اليمن بعد المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وأشار إلى أنه بعد سنوات من اندلاع الربيع العربي ، أو كما أطلق عليه جبر “الجحيم العربي” ، وبعد المشاكل والصراعات الكبرى التي عانت منها المنطقة العربية ، طالت سوريا وليبيا ومصر واليمن والسودان العربي. بدأت الشعوب في البحث عن بوادر أمل بإيجاد حلول مشتركة للعديد من المشاكل ، وأخيراً اعتقدت الشعوب العربية والحكام العرب أن الوقت قد حان لإيجاد حد أدنى وليس أقصى لشروط الاتفاق بين الدول العربية. .
وأشار جبر إلى ملف التعاون الاقتصادي العربي ، وأشار إلى ضرورة وجود مشاريع اقتصادية مشتركة لمظلة سياسية تحقق الأمن والطمأنينة للقطاع الاقتصادي.
وأضاف: “تجمع القادة العرب بهذه الطريقة غير المسبوقة يعطي هذا الطمأنينة ، لكن رأس المال يبحث عن الأمن ويهرب من الصراع ، ويحتاج إلى ضمانات للنمو والازدهار ، كما يحتاج إلى رواد أعمال مرتبطين بمشاريع مشتركة”.
وأشار إلى أن مظلة الحكومة في دعم المشاريع الاقتصادية ضرورية ، لكنها ليست العامل الوحيد لنجاحها ، حيث أن عامل التفاهمات السياسية هو ما سيسهل هذه العملية.
وتابع: “من الضروري وجود 3 عوامل أساسية لنجاح أي مشروع اقتصادي ، هناك عامل الأموال والموارد البشرية والموارد الطبيعية ، وتعاون هذه العناصر الثلاثة في ظل قوانين واضحة توفر الحماية للاستثمار و المستثمرين ، حتى لا يخضع الاقتصاد للنزاعات السياسية ، في ظل تقلبات الأوضاع حول العالم.
وأشار إلى أنه في ظل الإجماع العربي الحالي ، فإن المستقبل قد يكون مدعاة للتفاؤل ، لكنه تفاؤل مشوب بالحذر من محاولات تقويض كل الجهود العربية للتوحيد في كلمة واحدة.
وأضاف: “هناك قوى كثيرة كامنة ، وما يقلقهم في المقام الأول هو تشتيت انتباه الرأي العام العربي ، وفي نفس الوقت هناك قوى أخرى تشجع محاولة العرب لم الشمل ، والنتيجة يمكن وصفها. على أنها معركة بين الخير والشر ، أو بمعنى أكثر دقة ، معركة بين الدول الداعمة التي تحاول دفع العالم العربي إلى الأمام “. والدول المعاكسة التي تحاول جرها إلى الوراء.
وخلص جبر إلى أن العالم يمر بسلسلة لا تنتهي من الحروب ، لا يعرف المستفيد منها ، وأن عالمًا جديدًا يعاد تشكيله ، الصورة النهائية له غير واضحة.
.jwplayer .jw-controls .jw-controlbar .jw-icon-cc {display: none؛ }
البلد