تحركات في مصر لتوجيه ضربة قوية للدولار .. ماذا يحدث في الخفاء؟
توقع عدد من الخبراء في الاقتصاد المصري أن تؤثر مبادرة بعض القطاعات التجارية بمقاطعة تداول السوق الموازية للدولار على سعر العملة الأمريكية.
بدأ الدولار في الانخفاض إلى 37 جنيهاً في السوق غير الرسمية الآن ، لكن الخبراء يعتقدون أن تأثيره سيكون مؤقتاً ، متوقعين استمرار الانخفاض إلى مستويات 35 جنيهاً خلال الفترة المقبلة.
ورغم أن التجار أكدوا ، بحسب صحيفة “الشروق” المصرية اليومية ، أن العديد من القطاعات الأخرى تدرس حاليًا الانضمام إلى المبادرة ، خاصة مع وجود مخزون استراتيجي يسمح لهم بالمشاركة في المبادرة لمدة شهر ، مضيفين أن كل يدرس القطاع حاليًا إمكانية أخذ شهر دون استيراد سلعة جديدة أم لا.
أطلقت بعض قطاعات الأعمال دعوات لمقاطعة الصفقات مع سوق الدولار الموازي ، بقيادة تجار السيارات الذين أطلقوا حملة تطالب جميع التجار والمستوردين والوكلاء بالتوقف عن شراء الدولار في السوق السوداء ، تحت شعار (ادعم الجنيه ، العملة الخاصة بك). الدولة) ، وناشد الحملة عدم المساهمة في خلق طلب على الدولار ، ووقف التعامل بالعملات لمدة شهر من 15 مايو إلى 15 يونيو 2023 ، حتى تستقر الأوضاع في البلاد.
كما أعلنت شعبة المحاجر والرخام بالغرفة التجارية بالقاهرة إطلاق مبادرة لوقف استيراد الرخام والجرانيت من الخارج لمدة شهر لتخفيف الضغط على الدولار.
يعتقد مصطفى الشافعي رئيس قسم الأبحاث بشركة العربية لتجارة الأوراق المالية أن طلب بعض قطاعات أعمال المستوردين وقف التداول في السوق الموازية سيكون له أثر مؤقت على سعر الدولار ، ويتوقع وتراجع سعره عند 35 جنيها مقابل 37 جنيها اليوم ثم يظهر الطلب عليه ، وأوضح مجددا أن الدولار يتراجع حاليا في السوق الموازية من 40 جنيها إلى 37 جنيها.
لكن الشافعي أوضح أن هذه المبادرة غير منطقية ويصعب تنفيذها ، ولن يوافق عليها جميع التجار ، مضيفًا: “إذا وافق جميع التجار ، على سبيل المثال ، على تنفيذ هذه الخطوة ، ستغلق السوق السوداء وهذا أمر جيد. ولكن من ناحية أخرى ، من أين سيحصلون على الدولار لتغطية احتياجاتهم ، خاصة وأن العملة الصعبة يتم الحصول عليها من نقطتي بيع ، البنك أو السوق الموازي ، والبنك لا يوفر الدولار ، لأنه سوف تحصل عليه ، موضحًا أن السوق السوداء “مجرد عرض” وأن ما يجب معالجته هو ندرة وندرة الدولار.
وأضاف الشافعي أنه إذا تمكن التجار من إدارة المبادرة لمدة شهر بينما لديهم منتج في المخزون ، فماذا سيحدث بعد هذا الشهر؟ وقال: “طالما أن أزمة مدخرات الدولار لم تقدم بحلول جذرية ، فإن السوق السوداء ستبقى وستشهد العملة الأمريكية تقلبات في الأسعار” ، متوقعا أن يستمر الدولار في التحرك خلال الفترة المقبلة في 35-40 جنيها. ، لأعلى ولأسفل ، وقد يتجاوز ذلك بقليل.
من جانبه قال هاني جنينة استاذ الاقتصاد بالجامعة الامريكية ان هذه المبادرة اجراء مؤقت يمكن ان يكون تمهيدا لخفض الطلب على الدولار للبدء في تحرير سعر الصرف اذ انها تشبه كثيرا ما فعلت الحكومة. كان يقوم به قبل تحرير سعر الصرف عندما اتفق مع التجار على تثبيت أسعار السلع لفترة محددة قبل الإصدار.
وأوضح الجنينة أن هناك حاليا انخفاضا في أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازية ، متوقعا أن يستمر الانخفاض إلى مستويات 35 جنيها ، لكنه سيكون انخفاضا على المدى القصير.
وأشار إلى أنه إذا تمكنت الدولة من الإسراع في بيع الأصول واستمر تقييد السيولة ، فإن ذلك سيؤدي إلى استقرار الدولار حتى نهاية العام أو بداية العام التالي ، ثم يبدأ في التحرك كالمعتاد. تبعا لاختلافات التضخم.
من جهته قال أسامة أبو المجد رئيس جمعية تجار السيارات ، إن العديد من القطاعات الأخرى تدرس حاليا الانضمام إلى المبادرة ، مشيرا إلى أن كل قطاع يرى ما إذا كان يمكن أن يستمر شهرا أم لا دون استيراد سلع جديدة.
وأوضح أن هناك مخزونا استراتيجيا للسلع في العديد من القطاعات يتيح لها المشاركة في المبادرة لمدة شهر ، مشيرا إلى أن هبوط الدولار في السوق الموازية سيفيد التجار والمستهلكين في الفترة المقبلة.
وأضاف أبو المجد ، أن سعر الدولار انخفض في السوق الموازية بنحو 4 جنيهات منذ إطلاق المبادرة ، مسجلاً 37 جنيهاً خلال نهار أمس ، مقابل 41 جنيهاً في بداية الأسبوع.
من جانبه قال محمد عارف رئيس شعبة المحاجر والرخام بالغرفة التجارية بالقاهرة ، إن هناك مخزونا استراتيجيا من الرخام بالسوق المحلي يكفي لمدة تزيد عن عام ، مشيرا إلى وقف الشراء. لن يؤدي استخدام الدولارات من السوق الموازية لاستيراد شحنات جديدة لمدة شهر إلى انخفاض المعروض في القطاع.
وأضاف أن هدف القسم من الانضمام إلى هذه المبادرة تخفيض سعر الدولار في السوق الموازي مما سيسهم في انخفاض أسعار المواد الأولية في كافة القطاعات خلال الفترة المقبلة.
من جهته قال اشرف هلال رئيس شعبة الاجهزة المنزلية والخط الابيض ان القسم يخاطب التجار في القطاع للانضمام الى المبادرة ، مشيرا الى ان هناك نسبة كبيرة جدا استجابت للدعوة وبقيت لشراء الدولار. في السوق السوداء.
وأضاف هلال أن المصانع التي تستورد متطلبات الإنتاج قد تم استبعادها من المبادرة ، موضحا أن نجاح المبادرة يعتمد على التزام جميع التجار بعدم الشراء ، مبينا أن الالتزام سينخفض بالدولار في السوق الموازي إلى مستويات قريبة من السعر الرسمي في البنوك المحلية.
شروق الشمس